top of page

اضطراب شد خصل الشعر

Updated: Jan 27, 2022




 

للإستماع للمقالة:


 

هناك العديد من العادات الغريبة التي ممكن أن يقوم بها أي فرد في المجتمع ،و أحيانا قد تكون تلك العادات مؤذية لدرجة تصنيفها بالاضطرابات. لربما صادفت يوما ما شخص يعاني من اضطراب قضم الأظافر ،أو اضطراب ما في عادات أكله ،و واحدة من أكثر الاضطرابات غرابة هو اضطراب شد خصل الشعر ،و هو عبارة عن رغبة شديدة و متكررة لا يمكن مقاومتها لشد أو نتف شعر الجسد كفروة الرأس و الحاجبين . دائما ما يرافق هذا الاضطراب وجود بقع صلعاء نتيجة لشد الشعر ، فنرى أغلب الناس التي تعاني منه يشعورون بالخجل فيؤثر ذلك على حياتهم الاجتماعية و العملية .


هذا الاضطراب مرتبط بشكل وثيق بالتوتر و القلق ،فعندما يشعر الشخص بالقلق أو التوتر يلجأ لسحب الشعر و شده لتخفيف عن ذلك الشعور و في حالات اخرى يكون الملل هو العامل المسبب لسحب الشعر . هناك العديد من الأعراض التي يمكن من خلالها تشخيص ما إذا كان الشخص يعاني من هذا الاضطراب أو لا : الفقدان الملحوظ للشعر ،عض الشعر المنتوف و اكله أو قضمه ، تكرار محاولة شد الشعر ، الإحساس بالسعادة و الفرح و الارتياح بعد نتف الشعر ، اللعب بالشعر المنتوف و فركه ، عمل طقوس معينة ترتبط بشد الشعر مثل ( وضع الخصل بين الاسنان او لف الشعر حول الأصابع ) .


شدة هذا الاضطراب متفاوته منها النتف الخفيف الذي يمكن للشخص التحكم فيه و منها النتف الشديد القهري الذي يحتمل أن يجعل الشخص يصل للصلع الكامل و نتف الحواجب و الرموش بأكملها ، بعض من الحالات يلجأ لنتف شعر من حوله كالحيوانات الأليفة أو الجمادات كالسجاد و الملابس و الدمى ، من الممكن أيضا تصنيف الاضطراب على نوعين المركز و التلقائي ،المركز أي يرتبط بحالة معينة كالتوتر بحيث يجد الشخص نفسه في حاجة ملحة لنتف الشعر عند الشعور به ،أما التلقائي الذي لا يرتبط بحالة معينة أي بلا إدراك حيث يكون الشخص مشغولا بشيء معين كاللعب بالهاتف او مشاهدة التلفاز أو حتى عند الملل فيجد نفسه ينتف شعره ، من الممكن أن نجد النوعين التلقائي و المركز في شخص واحد .


الآثار الجانبية والمضاعفات المرافقة لهذا الاضطراب كثيره أبرزها تلف الشعر والبشرة، حيث أن شد الشعر من الممكن أن يسبب التهابات في المنطقة التي تم شد الشعر منها، إضافة إلى إمكانية حدوث ندبات، و قد يؤثر ذلك على نمو الشعر بشكل دائم. فقدان الشعر يجعل صاحبه يشعر بالإحراج فيجعله انطوائي ويبعده عن المناسبات الاجتماعية إلى جانب الشعور إلى الحاجة للبس الشعر المستعار والرموش الاصطناعية و وضع مساحيق التجميل لإخفاء هوس نتف الشعر، و واحدة من أكثر الآثار خطرا و التي قد تكون مميتة هي تكون كرات من الشعر داخل الجهاز الهضمي نتيجة تناول كميات من الشعر المنتوف فيؤدي ذلك إلى انسداد في الأمعاء و التقيؤ و فقدان الوزن و في أسوء الحالات الموت.


إلى الآن لم يجد الأطباء أي سبب مؤدي لهذا الاضطراب و لكن تم ربطه بالعوامل البيئية و الوراثية ، أما عن العلاج فهناك عدة طرق، منها العلاج المعرفي السلوكي الذي يتضمن تغيير العادة حيث يتم تحديد أسباب أو الحالات المؤدية لهذا الاضطراب و محاولة تثقيف المرضى و جعلهم أكثر وعيا. وأيضا، البحث عن نشاط بديل لشد الشعر وابتكار استراتيجيات تساعدهم على منع انفسهم من شد الشعر، و يندرج في ذلك العلاج (( تدريب عكس العادة )) الذي ظهر في السبعينات كعلاج للتشنجات الغير إرادية و أظهر أفضل النتائج من بين جميع العلاجات. أما عن علاج القبول والالتزام فهو يتضمن محاولة جعل المريض يتقبل رغبة نزع الشعر دون التأثر بها، و أخيرا العلاج الدوائي، بسبب قلة الدراسات عن هذا النوع من الاضطرابات إلى الآن، إدارة التغذية و العقاقير لم توافق على دواء خاص لاضطراب شد خصل الشعر و لكن وجدت أدوية للتحكم بالأعراض مثل أدوية مضادات الاكتئاب مثل أسيتيل سيستين – أنا فارلين – زيبركسا .


رحلة علاج هذا الاضطراب تكون طويلة جدا ومتعبة عند اغلب الاشخاص، ففي أغلب الحالات يبدأ هذا الهوس من عمر صغير قبل أو بعد سن البلوغ ،أو في فترة المراهقة تحديدا و يستمر لسنوات عديدة و في حالات عديدة كحالة بيرسون استمرت حتى لعمر الثلاثين سنة، بيرسون من الأشخاص الذين عانوا من الخجل ،و اختاروا العزلة بسبب هذا الاضطراب إلى أن اكتشفت وجود العديد من الاشخاص الذين تعايشوا معه، فقررت عمل مجموعة دعم و ظهرت في الشبكة الإخبارية لسايتل و تحدثت عن نفسها،و عن اضطراب هوس شد خصل الشعر و شاركت رقمها لمساعدة أي شخص يحتاج المساعدة، ما أن وصلت بيرسون المنزل حتى وجدت مئات الرسائل لناس تبكي و تستنجد تطلب المساعدة، بعد أن سمعت بيرسون تلك المكالمات قررت ترك عملها و تكريس حياتها لمساعدة هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من نفس الاضطراب الذي عانت منه .


ولكن تبقى الخطوة الأولى لعلاج هذا الاضطراب هو الدعم الأسري ، التواجد مع المريض و دعمه نفسيا دون التفكير بمنظره ،سيكون هدية عظيمة بالنسبة له ، فدائما ما يقع أولياء الأمور للأطفال المصابين بخطأ محاولة إخفاء الاضطراب بدل محاولة إعطاء الدعم النفسي للطفل و تقبل منظره ،مما يسبب زيادة الخجل و قلة الثقة عند الطفل، فإذا رأيت شخصا من عائلتك يعاني من هذا الاضطراب ادعمه و قف معه وحاول أن تجعله يتحدث و ابتعد عن النقد ومحاولة إقناعه بإخفاء ما يعاني منه.



 

المصادر:


 

كتابة:

فاطمة سيد جلال

"طالبة بكالوريوس أشعة تشخيصية ، مهتمة في البحث والقراء، وهاوية للمونتاج و الإخراج والقيادة و متطلعة لتقديم محتويات هادفه."


مراجعة و تدقيق:

مريم العريبي

"طالبة بكالوريوس صيدلة ،مهتمة في البحوث العلمية وقضية الماء والزراعة"

83 views4 comments

Recent Posts

See All
bottom of page