top of page

الغاز الطبيعي المسال



 

للاستماع إلى المقالة:

 

إن الغاز الطبيعي المسال في حقيقة الأمر ما هو إلا الغاز الطبيعي المعروف ولكن في حالته السائلة، ويكون استخراج هذا النوع من الغاز في الغالب مصاحباَ لاستخراج النفط الخام. ويأتي من بعد استخراج هذا الغاز عملية يتم فيها تحويل الغاز الطبيعي من حالته الغازية إلى الحالة السائلة، حيث أن ذلك يكون عن طريق ما يسمى بعملية التبريد التي تكون بدرجة حرارة منخفضة جداَ تصل إلى -162 وما دون ذلك، وينتج لنا من خلال هذه العملية ما يعرف بـ "الغاز الطبيعي المسال".


يتكون الغاز الطبيعي من مواد هيدروكربونية وهي مركبات كيميائية مكونة من عنصري الكربون والهيدروجين كالميثان، والإيثان، والبروبان والبيوتان. ويعد غاز الميثان هو المكون الرئيسي للغاز الطبيعي إذ تبلغ نسبته على الأقل حوالي 87% من مجمل مكونات الغاز، بينما يصل غاز الإيثان إلى نسبة 1% الى 10%، وأخيراً يشكل كل من غاز البروبان وغاز البيوتان نسبة أقل من 1%.


علاوة على ما سبق، الغاز الطبيعي المسال لا يستخدم كوقود في حد ذاته، ويعتبر السبب الرئيسي من وراء إسالة الغاز هو ليتم تسهيل عملية نقله فقط. فمن المعروف لدى الجميع بأن الغازات تشغل حيزاَ أكبر من السوائل، والسوائل في طبيعة الحال تشغل حيزاً أكبر من الصلب، وهذا الأمر في الوقت ذاته هو حقيقة فيزيائية ثابتة. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات والأبحاث الاقتصادية أن تكاليف نقل الغاز في حالته السائلة عبر البحار والمحيطات أقل بكثير من تكاليف نقله وهو في حالته الغازية. والسبب الكامن من وراء ذلك، هو أن الغاز في حالته السائلة يأخذ حيزاً أقل بحوالي 600 مرة منه في حالته الغازية. وتستوجب عملية ضغط الغاز في الحاويات البحرية ليتم تقليل حجم الغاز أن يتم تصميم جدران خاصة للحاوية، بحيث تكون هذه الجدران بسماكة كبيرة وكافية لتحمّل ضغط الغاز العالي وبالتالي في الجانب الآخر هي تشكل عبئاً ثقيلاً على السفن الناقلة. أما في الحالة السائلة للغاز المسال فإن ذلك سيتطلب ضغط أقل، وبالتالي يتم تصميم جدران حاوية بسماكة وكثافة أقل، مما يعني أن الوزن يكون أخف للناقلات.


يتميز الغاز الطبيعي المسال بخصائص عديدة منها أنه غاز عديم اللون، عديم الرائحة، غير سام (ولكنه قد يسبب الاختناق)، وأيضاً غير قابل للاشتعال، وغير قابل للتآكل. ولقد ساهمت هذه الخصائص الفريدة للغاز المسال في ظاهرة انتشاره في جميع أنحاء العالم حتى وصلت هذه الصناعة الى البلدان العربية كمصر، قطر واليمن.


ومن توجهات مملكة البحرين في مواكبة هذا القطاع لإنتاج الطاقة وتوفيرها، تم تسجيل شركة البحرين للغاز الطبيعي المسال (BLNG) في ديسمبر من عام 2015. ولقد تم تصميم منشأة البحرين للغاز الطبيعي المسال لتكون قادرة على استلام وتخزين الغاز المسال بسعة 173,400 متر مكعب مع قدرة إعادة تحويل تصل إلى 800 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم. وتشتمل المنشأة على عدة أشياء منها مرفق وظيفته أن يقوم باستلام الغاز الطبيعي المسال وتخزينه وإعادة تحويله إلى غاز يقع قبالة شاطئ الحد، ومحطة لتكييف الغاز وإرساله على جسر ميناء خليفة بن سلمان (KBSP)، في داخل منطقة الحد الصناعية.


علاوة على ما تم ذكره، تقوم ناقلة الغاز الطبيعي المسال بعملية توريد الغاز الطبيعي المسال إلى المحطة عبر وحدة تخزين عائمة (Floating Storage Unit)، حيث تم إنشاء هذه الناقلة خصيصاً فقط لمحطة استيراد الغاز الطبيعي المسال في البحرين، وتُعرف الناقلة باسم (Bahrain Spirit) وهي مسجلة رسمياً في المنظمة البحرية الدولية IMO. وأخيراً، يتم خلط الغاز المُنتج مع النيتروجين لجعله متوافقاً مع معايير شبكة غاز البحرين لتزويد الطاقة.


 

المصادر:

1. About – Bahrain LNG

غاز طبيعي مسال - المعرفة .2

3. GIIGNL The International Group of Liquefied Natural Gas Importers

 

كتابة:

زهراء المخرق

"مهندسة، ناشطة في مجال التدريب والبرامج الشبابية، عضو في مؤسسة فاب لاب بحرين"




مراجعة وتدقيق:

نور عبدالرضا

"محامية، شخص غير محدود يسعى ويحب أن يكون جزء من كل ما يتعلق بهذا الكون والفضاء"

58 views0 comments

Recent Posts

See All
bottom of page